السلام عليكم ..
نعم , هذه هي الديكتاتورية وما تفعل , وهذه هي نتائجها على البلاد والعباد ..
الديكتاتورية عندما تتحكم في البلدان وتمسك بزمام الأمور , تحول شعبه الى عبيد وتحول الوطن الى مزرعة , وهذا بالضبط ما حدث في كازخستان , بلد إسلامي ضخم تقارب مساحته حوالي ثلاثة ملايين كيلو متر مربع , يعيش فيه عدد سكان قليل لا يتجاوز العشرين مليون , وبلد غني جدا به ثروات هائلة من النفط والغاز والمعادن , استخدمها الحزب الديكتاتوري الحاكم منذ استقلاله عن الاتحاد السوفيتي السابق قبل حوالي ثلاثين عاما , لتلميع صورته فقط الى درجة ان اسمى العاصمة باسمه الشخصي ضاربا عرض الحائط بتاريخ البلاد وموروثها التاريخي والحضاري ..
فما كان من الشعب الا ثار رافضا لهذا النهج الاستبدادي , ولم يكن له الا مطلب واحد فقط وهو الديموقراطية والتوزيع العادل للثروة , وما يقال ان هذه الاحتجاجات كانت بسبب ارتفاع أسعار الغاز فهذا تسطيح للمشكلة وسبب سخيف لجوهر المشكلة ..
مؤخرا وبعد ان بدأ الخلاف بين أمريكا وروسيا والغرب في موضوع أوكرانيا , بدأت هذه الدول تبحث عن طريقة لتهديد روسيا وإثارة القلاقل في جوارها وليس افضل من كازخستان الأطول حدودا مع روسيا والحليف شبه التابع لروسيا في كل شيء تقريبا , فافتعلت هذه الأزمة لتغيير نظام الحكم في كازخستان ومحاولة استبداله بنظام عميل لها تحت شعار الديموقراطية المزعومة الذي جاء متأخرا جدا ولم يظهر الا الأن بعد الخلاف الأمريكي الأوربي مع روسيا حول أوكرانيا ..
رد الفعل الروسي كان فوري وسريع وقوي وعنيف جدا , فليس هناك من قوات حفظ سلام مشتركة كما يروج في الإعلام , بل كان هناك جيش روسي مدجج بالسلاح ومدرب أعاد الأمور الى نصابها في يومين فقط لا غير ..
ويبقى السؤال , هل تستوعب كازخستان الدرس وتعيد النظر في نهجها الديكتاتوري هذه المرة عن طريق نوع من الديموقراطية , والا يستمر الأمر كما كان وتعود الكرة مرة أخرى ولو بعد حين ..
